(1)
الكتاب: الجواهر المضية في طبقات
الحنفية المؤلف: عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي، أبو محمد، محيي الدين الحنفي
(المتوفى: 775هـ) طبعة دائرة المعارف النظامية-حيدر آباد 1914م-1332هـ
هو : محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن أحمد بن قاسم بن مسيّب بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق بن أبى قحافة
الهاشمىّ،رضوان اللّه عليهم أجمعين، المعروف بمولانا جلال الدّين ، القونوىّ
كان عالما بالمذهب، واسع الفقه، عالما بالخلاف، و بأنواع
من العلوم.
قصده الشيخ قطب الدين الشّيرازىّ، الإمام المشهور، صاحب
«شرح مقدّمة ابن الحاجب»، و«المفتاح» للسّكّاكىّ، فلما دخل عليه، وجلس عنده، سكت
زمانا، والشيخ لا يكلّمه.
بعد ذلك ذكر له حكاية، قال مولانا جلال الدين : كان الصّدر
جهان عالم بخارى يخرج من مدرسته، و يتوجّه إلى بستان له، فيمرّ
بفقير على الطريق فى مسجد فيسأله، فلم يتّفق أنه يعطيه شيئا، و أقام على ذلك مدّة،
سنين كثيرة، فقال الفقير لأصحابه: ألقوا علىّ ثوبا، وأظهروا أنّى ميّت، فإذا مرّ الصّدر
جهان فاسألوه شيئا.
فلما مرّ الصّدر جهان، قالوا: يا سيّدى هذا ميّت.
فدفع له شيئا من الدّراهم، ثم نهض الفقير، وألقى الثوب عنه،
فقال له الصّدر جهان: لو لم تمت ما أعطيتك شيئا.
فلما فرغ مولانا جلال الدين من الحكاية ، خرج
الشيخ قطب الدين على وجهه، و ذلك أنّ الشيخ جلال الدين فهم عن الشيخ قطب الدين أنه
جاءه ممتحنا له.
مات فى خامس جمادى الآخرة، سنة اثنتين و سبعين و ستمائة.
ثم إن الشيخ جلال الدين انقطع، و تجرّد، وهام، و ترك
التّصنيف والاشتغال؛ و سبب ذلك أنه كان
يوما جالسا فى بيته، و حوله الكتب والطلبة، فدخل عليه الشيخ شمس الدين التّبريزىّ
، الإمام الصالح المشهور، فسلّم وجلس، و قال للشيخ: ما هذا؟
و أشار إلى الكتب، و الحالة التى هو عليها.
فقال له مولانا جلال الدين : هذا لا تعرفه .
فما فرغ الشيخ جلال الدين من هذا اللفظ، إلا و النار عمّالة
فى البيت والكتب.
فقال مولانا جلال الدين للتّبريزىّ: ما هذا؟
فقال له التّبريزىّ: هذا لا تعرفه.
ثم قام، و خرج من عنده.
فخرج الشيخ جلال الدين على قدم التّجريد، وترك أولاده وحشمه ومدرسته، وساح فى البلاد، وذكر أشعارا كثيرة.
و لم يتّفق له اجتماع بالتّبريزىّ، و عدم التّبريزىّ
و لم يعرف له موضع، فيقال: إن حاشية مولانا جلال الدين قصدوه واغتالوه، فاللّه أعلم .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق